معنى إعجاز القرآن:
كلمة إعجاز القرآن مركب إضافي وكلمة إعجاز مصدر: وإضافتها للقرآن الكريم من إضافة المصدر لفاعله، فكأنّ التقدير أعجز القرآن الناس أن يأتوا بمثله، ومعنى هذا أن القرآن الكريم دلّ بما فيه من بيان على أنّه من عند الله، وثبت عجز الناس عن أن يأتوا بمثله وهذا معناه أن القرآن صار معجزاً لهم حيث أوقع بهم العجز والضعف والقصور والتأخر وهو قد تفوّق عليهم وفاتهم وسبقهم.
وقد عرّفه القاضي عبد الجبار رحمه الله بقوله: ( معنى قولنا في القرآن الكريم أنه معجِز أنه يتعذّر على المتقدّمين في الفصاحة فعل مثله، في القدر الذي اختصّ به )[9].
ويقول الأستاذ مصطفى صادق الرافعي رحمه الله ( وإنما الإعجاز شيئان ضعف القدرة الإنسانية في محاولة المعجزة، ومزاولته على شدّة الإنسان، واتصال عنايته، ثم استمرار هذا الضعف على تراخي الزمن وتقدّمه، فكأنّ العالم كلّه في العجز إنسان واحد ليس له غير مدّته المحدودة بالغة ما بلغت)[10].
وقد عرّفه الدكتور صلاح الخالدي حيث قال: ( هو عدم قدرة الكافرين على معارضة القرآن وقصورهم عن الإتيان بمثله، رغم توفّر ملكيّتهم البيانية وقيام الداعي على ذلك وهو استمرار تحدّيهم وتقرير عجزهم عن ذلك )[11]
وممكن تعريفه بأنه ( عجز المخاطبين بالقرآن وقت نزوله ومن بعدهم إلى يوم القيامة من الإتيان بمثل هذه القرآن مع تمكّنهم من البيان وتملّكهم لأسباب الفصاحة والبلاغة وتوفّر الدواعي واستمرار البواعث).
وإعجاز القرآن الكريم للمنكرين له يدلّ على أنّه من عند الله تعالى وليس كلام أي مخلوق آخر فلو كان كلام بشر لما عجز المنكرون عن معارضته.
والخلاصة: إن الإعجاز لغة واصطلاحاً قد جاءا متقارباً وذلك في بعض المعاني كالضعف والتثبيط والتقصير وما وقع في تلك الدائرة من معان.